صنعها اليمنيين قبل 3000 عام ؟

تقنية التبريد اليمنية القديمة: ثلاجة منزلية صنعها اليمنيين قبل 3000 عام.


تقنية التبريد اليمنية القديمة: ثلاجة منزلية صنعها اليمنيين قبل 3000 عام.
إحدى البرك المائية القديمة في اليمن والتي مدهونة بمادة القضاض التي تعتبر أقوى من مادة الأسمنت 


قد نتصور نحن من نعيش في عصر التقنية والكهرباء، ومعرفة الغازات وخصائصها والصناعات الآلية في العصر الحديث بأن القدماء لم يعلموا شيئاً عن تقنيات التبريد والثلج إلا ما قد يكون طبيعياً.


ومع تسارع تطور العالم في عصرنا الحالي بالكثير من التقنيات الذكية، ودخولنا عصر الذكاء الصناعي، ولكن هل تعلم أن اليمنيين القدامى عرفوا تقنيات ذكية مازالت موجودة إلى يومنا هذا؟ لعل هذة المعلومة قد تكون صادمة للبعض ولكننا في هذا التقرير سنستعرض أبرز تلك التقنيات التي إستخدمها اليمنيين في بيوتهم التراثية القديمة.
ومن أبرز تلك التقنيات "الثلاجة المنزلية".

تقنية "الحقاب"

يوجد في كل بيت صنعاني قديم العديد من الثلاجات المنزلية، من أبرزها تقنية حفض الحبوب في غرفة قديمة تعرف "بالحقاب". هذه الغرفة من أهم الغرف الموجودة في البيت؛ فهي مكان تخزين الحبوب لمدة قد تستمر لعشرات السنين دون أن تفسد.

كان أهل صنعاء القديمة في زمن مضى، يستخدمون مادة تسمى بالـ"قضاض" يضعونها داخل هذه الغرفة فتمتص الحرارة والرطوبة وتساعد على احتفاظ المكان ببرودة مناسبة لتخزين المحاصيل. وكان لهم قدرة ودراية بتغيير درجة حرارة هذه الغرفة بما يناسب حبوب الطعام المخزنة فيه.

مادة "القضاض"

مادة "القضاض" تُصنع من الدسم " الدهون" الذي يستخرج من ذيول الأغنام مع مادة النوران وهي مادة صخرية بيضاء شبية بمادة الجس.

حيث يخلط هذان العنصران مع نار بدرجة حرارة عالية، فيتكون "القَضاض"، كمادة قوية تظل متماسكة لمدة يمكن أن تتجاوز 700 سنة. هذه المادة مضادة للرصاص والقذائف أيضاً، وتظل محتفظة بقوتها، ولذلك كانت وما زالت من أغلى مواد الترميم لبيوت صنعاء القديمة.

آلية التبريد

نلاحظ أن هذه الغرفة لديها شكل هندسي يسمح بدخول الهواء البارد ويسمح بخروج الماء الساخن بطريقة هندسية عجيبة تكمن في إختيار المكان المناسب و بعناية فائقة جداً، إلى جانب العمل الهندسي على زوايا الجدران وقياساتها للتحكم بدرجة حرارة الغرفة مع فصول السنة المختلفة وخاصة الصيف والشتاء بما يسمح بعدم تسلل الرطوبة إلى هذه الحبوب.

كما تم استخدام آلية تبريد تعرف "بالشبابيك" وهو مكان توضع على شرفاته أواني تصنع من مادة القضض وبعضها من الفخار وتضل فيها المياة باردة وتحفظ هذه الدلال برودة الماء لفترة طويلة.

آلية التبريد اليمنية لم تكن بحاجة إلى كهرباء أو غاز الفريون بل تقنية استخدم فيها مادة مركبة بأيادي وعقول يمنية خالصة صلابتها تفوق صلابة الإسمنت في يومنا هذا.

المقالة التالية المقالة السابقة
لا توجد تعليقات
اضـف تعليق
comment url